عنْ مُعاوِيةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» مُتَّفَقٌ عليه[1].
الشَّرحُ:
الفقهُ في الدِّينِ هو العلمُ بشرائعِ دينِ اللهِ وأحكامِه، وهو العلمُ الَّذي لا يُدانِيهِ علمٌ في فضلِه وشرفِه وعُلُوِّ درجتِه؛ لأنَّه ميراثُ الأنبياءِ الَّذي لم يُوَرِّثُوا غيرَه.
فهذا الحديثُ يدلُّ على أنَّ طلبَ العلمِ الشَّرعيِّ علامةٌ بَيِّنةٌ على سعادةِ العبدِ، وإرادةِ اللهِ به الخيرَ؛ حيثُ يسَّر له طريقَ معرفةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومعرفةِ دينِه الَّذي أنزلَه، وطريقَ الفوزِ برِضاهُ في الآخرةِ، ودَلَّ الحديثُ بالمفهومِ على أنَّ مَنْ أعرضَ عنِ العلمِ الشَّرعيِّ، ولم يَأْبَهْ به؛ فإنَّ اللهَ لم يُرِدْ به ذلك الخيرَ؛ حيثُ حرَمه الأسبابَ الَّتي تُنالُ بها الخيراتُ، وتُكتسَبُ بها السَّعادةُ.
ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ:
1- الحثُّ على التَّفقُّهِ في الدِّينِ، وبيانُ فضلِه ومكانتِه.
2- فضلُ التَّفقُّهِ في الدِّينِ يشملُ طلبَ أيِّ مسألةٍ مِنْ مسائلِه، سواءٌ في العقيدةِ، أو الفقهِ، أو الحديثِ، أو غيرِ ذلك.
3- فضلُ التَّفقُّهِ في الدِّينِ يشملُ طلبَه بالوسائلِ الَّتي تَيسَّرتْ -بفضلِ اللهِ- في هذا الزَّمنِ؛ مِنْ شبكاتٍ، وأجهزةٍ، ومواقعَ، ومنصَّاتٍ موثوقةٍ تُعِينُ على ذلك.
4- خطورةُ تركِ التَّفقُّهِ في الدِّينِ، وأنَّ ذلك علامةٌ على عدمِ إرادةِ اللهِ بعبدِه الخيرَ.
lk lhz]m hgp]de: tqg hgjtri td hg]dk